Tuesday 7 April 2015

شرح حديث "اجتنبوا السبع الموبقات"

الكاتب: Unknown   بتاريخ:  08:20   تعليق واحد

"اجتنبوا السبع الموبقات "

إعداد الطالبان :
خالد غالب الحربي
فهد سلطان العتيبي

الشعبة : 306

إشراف المعلم :
سالم العجمي

أعد هذا البحث كمتطلب لمادة الحديث
الفصل الدراسي الثاني
1435-1436 هـ




الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اجتنبوا السبع الموبقات)، قالوا: يا رسول الله وما هن؟ قال: (الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرَّم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات) رواه البخاري برقم (2615)، ومسلم برقم (145).

ترجمة راوي الحديث:
أبو هريرة الدوسي الصحابي الجليل حافظ الصحابة، اختلف في اسمه فقيل: عبد الرحمن بن صخر، وقيل: ابن غنم، وقيل غير ذلك، قال النووي في مواضع من كتبه: "اسم أبي هريرة عبد الرحمن بن صخر على الأصح من ثلاثين قولاً، وقال القطب الحلبي: "اجتمع في اسمه واسم أبيه أربعة وأربعون قولاً مذكورة في الكنى للحاكم، وفي الاستيعاب، وفي تاريخ ابن عساكر،وذهب الأكثرون إلى الأول، مات سنة تسع وخمسين من الهجرة.

شرح مفردات الحديث:
الاجتناب: هو الابتعاد وعدم المقاربة.
الموبقات: قال الإمام النووي رحمه الله: "هي المهلكات، يُقال: (وبق الرجل) بفتح الباء (وبق) بكسرها، و(وبق) بضم الواو وكسر الباء (يوبق) إذا هلك، و(أوبق) غيره أي أهلكه" .
السحر: "عزائمُ ورقىً وعُقدٌ تؤثر في الأبدان والقلوب فيُمرض، ويقتل، ويُفَرِّق بين المرء وزوجه، ويأخذ أحد الزوجين عن صاحبه.
الربا: اختلفت تعريفات الفقهاء للربا باختلاف المذاهب، وعرَّفه الشافعية بقولهم: عقد على عوض مخصوص غير معلوم التّماثل في معيار الشّرع حالة العقد، أو مع تأخير في البدلين، أو أحدهما.
اليتيم: في اللغة هو الانفراد، وفي الشرع هو من مات عنه أبوه دون الحلم أي قبل أن يبلغ، وما بعد البلوغ لا يسمى يتيماً على الراجح .
التولي يوم الزحف: أي الفرار والهرب من المعركة حال قتال العدو.
القذف: هو الرمي والاتهام.
المحصنات: هن العفيفات الطاهرات، المجتنبات للفواحش.
الغافلات: أي الغافلات عن الفواحش، وما قذفن به.

المعنى الإجمالي للحديث:
يُحذِّر النبي صلى الله عليه وسلم أمته في هذا الحديث من الوقوع في الذنوب المهلكة، والكبائر العظيمة التي تورد صاحبها المهالك، حيث عدَّ النبي صلى الله عليه وسلم سبعاً من هذه الذنوب والكبائر وهي ليست للحصر، بل قد وردت نصوص أخرى بذكر بعض الكبائر والذنوب كعقوق الوالدين، والظلم، وشهادة الزور، وغيرها كثير.
وقد صنَّف العلماء قديماً وحديثاً في باب الكبائر والذنوب والمهلكات ومنهم الإمام الذهبي رحمه الله الذي صنف كتاب "الكبائر"، والشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله له كتاب بعنوان الكبائر، وهذا يدل على خطر الوقوع فيها، مما يستلزم الحذر منها، والمسارعة إلى التوبة، والاستغفار، والإنابة إلى الله تعالى عند الوقوع فيها يقول الله سبحانه: ﴿وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً *يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً* إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً(الفرقان:68-70).

الموبقة الأولى: الإشراك بالله:
وهو جعل شريك لله سبحانه وتعالى في ربوبيته أو إلهيته، والغالب الإشراك في الألوهية؛ بأن يدعو مع الله غيره، أو يصرف له شيئاً من أنواع العبادة كالذبح، أو النذر، أو الخوف، أو الدعاء، والشرك نوعان:
الأول: شرك أكبر يخرج من الإسلام، ويخلد صاحبه في النار إذا مات، ولم يتب منه، وهو صرف شيء من أنواع العبادة لغير الله كدعاء غير الله، ، ورجاء غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله من قضاء الحاجات، وتفريج الكربات مما يفعل الآن حول قبور الصالحين وغيرهم قال تعالى: ﴿ وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّه ِ .(يونس : 18 ) .
النوع الثاني: شرك أصغر لا يخرج من الإسلام لكنه ينقص التوحيد، وهو وسيلة إلى الشرك الأكبر، وهو قسمان: القسم الأول شرك ظاهر وهو (ألفاظ وأفعال)، فالألفاظ: كالحلف بغير الله كما جاء عنه صلى الله عليه وسلم : ( من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك )




ﺍﻟﻤﻮﺑﻘﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ: ﺍﻟﺴﺤﺮ:
ﻭﻗﺪ ﺗﻘﺪﻡ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﺴﺤﺮ ﺑﺄﻧﻪ ﻋﺰﺍﺋﻢ ﻭﺭﻗﻰ ﻭﻋﻘﺪ ﺗﺆﺛﺮ ﻓﻲ الأﺑﺪﺍﻥ ﻭﺍﻟﻘﻠﻮﺏ؛ ﻓﻴﻤﺮﺽ، ﻭﻳﻘﺘﻞ، ﻭﻳﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻭﺯﻭﺟﻪ .
ﻭﺃﺟﻤﻊ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﺤﺮ ﺣﺮﺍﻡ، ﻭﺗﻌﻠﻤﻪ ﺣﺮﺍﻡ، ﻭﺗﻌﺎﻃﻴﻪ ﺣﺮﺍﻡ، ﻭﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﺤﺮﺓ ﺣﺮﺍﻡ؛ ﻓﻌﻦ ﺻﻔﻴﺔ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ - ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﺃﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﻨﺒﻲ - صلى الله عليه وسلم - ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ - صلى الله عليه وسلم - ﻗﺎﻝ: (ﻣﻦ ﺃﺗﻰ ﻋﺮﺍﻓًا ﻓﺴﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﺷﻲﺀ ﻟﻢ ﺗﻘﺒﻞ ﻟﻪ ﺻﻼﺓ ﺃﺭﺑﻌﻴﻦ ليلة) رواه مسلم .

اﻟﻤﻮﺑﻘﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ: ﻗﺘﻞ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺮﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﺇلا ﺑﺎﻟﺤﻖ :
ﻭﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ ﺃﻛﺒﺮ ﺍﻟﻜﺒﺎﺋﺮ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﺑﺎﻟﻠﻪ؛ لأﻧﻪ ﺍﻋﺘﺪﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، ﻗﺎﻝ تعالى : ﴿ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إلا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا ﴾(الإسراء:33).
ﻭﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻗﺘﻞ ﻧﻔﺴًا ﻣﺤﺮﻣﺔ ﺍﻟﻘﺼﺎﺹ، ﺇلا ﺃﻥ ﻳﻌﻔﻮ ﺃﻭﻟﻴﺎﺀ ﺍﻟﻘﺘﻴﻞ، ﺃﻭ ﻳﻘﺒﻠﻮﺍ ﺍﻟﺪﻳﺔ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﺧﻄﺄ ﺃﻭ ﺷﺒﻪ ﻋﻤﺪ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺍﻟﺪﻳﺔ ﻭﺍﻟﻜﻔﺎﺭﺓ؛ ﻭﻫﻲ: ﺗﺤﺮﻳﺮ ﺭﻗﺒﺔ ﻣﺆﻣﻨﺔ، ﻓﻤﻦ ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﻓﺼﻴﺎﻡ شهرين متتابعين - قال تعالى : ﴿ وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴾(النساء:92).

ﺍﻟﻤﻮﺑﻘﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ: ﺃﻛﻞ ﺍﻟﺮﺑﺎ :
ﻋﺮفه ﺍﻟﺤﻨﻔﻴﺔ، ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﻫﻮ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻖ لأﺣﺪ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪﻳﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﻭﺿﺔ، ﺍﻟﺨﺎﻟﻲ ﻋﻦ ﻋﻮﺽ ﺷﺮﻁ فيه .
ﻭﻋﺮﻓﻪ ﺍﻟﻤﺎﻟﻜﻴﺔ ﺑﻘﻮﻟﻬﻢ: ﺍﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺃﻭ ﺍﻟﻮﺯﻥ، ﻣﺤﻘﻘﺔ ﺃﻭ ﻣﺘﻮﻫﻤﺔ، ﻭﺍﻟﺘﺄﺧﻴﺮ .
ﻭﻋﺮﻓﻬﺎ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻴﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ: ﻋﻘﺪ ﻋﻠﻰ ﻋﻮﺽ، ﻣﺨﺼﻮﺹ ﻏﻴﺮ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺘﻤﺎﺛﻞ ﻓﻲ ﻣﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻌﻘﺪ، ﺃﻭ ﻣﻊ ﺗﺄﺧﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪﻟﻴﻦ ﺃﻭ ﺃﺣﺪﻫﻢ .
وﻋﻨﺪ ﺍﻟﺤﻨﺎﺑﻠﺔ: ﺍﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﻣﺨﺼﻮﺻﺔ .

ﻭﺍﻟﺮﺑﺎ ﻣﺤﺮﻡ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭالإﺟﻤﺎﻉ، ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺒﺎﺋﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺮﻡ ﺍﻟﻠﻪ - ﺗﻌﺎﻟﻰ - ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﺑﻬﺎ، ﺑﻞ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎلى ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎ ﺇﻋﻼنًا ﻟﻠﺤﺮﺏ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ؛ ﻓﻘﺎﻝ تعالى :  
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ  وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ ﴾ (البقرة:278-179) . اللَّهِ وَرَسُولِهِ  مِنَ

ﺍﻟﻤﻮﺑﻘﺔ ﺍﻟﺨﺎﻣﺴﺔ: ﺃﻛﻞ ﻣﺎﻝ ﺍﻟﻴﺘﻴﻢ :
ﻓﺈﻥ ﻣﻦ ﻣﺤﺎﺳﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ الأﻣﺮ ﺑﺎﻹ‌ﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻴﺘﺎﻣﻰ، ﻭﺍﻟﺴﻌﻲ ﻓﻲ ﺭﻋﺎﻳﺘﻬﻢ، ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﻮﺍﻟﻬﻢ، ﻭﺑﻴﺎﻥ ﻣﺎ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﺟﺮ ﻋﻈﻴﻢ؛ ﴿ وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ ﴾ (الأنعام:152).

الموبقة السادسة : التولي يوم الزحف:
وهو الفرار من الجهاد ولقاء العدو في الحرب، والزحف: هو الجيش يزحفون إلى العدو أي يمشون يُقال: زحف إليه زحفاً إذا مشى نحوه، وقد قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ*وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاء بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (الأنفال:15-16) .

الموبقة السابعة: قذف المحصنات المؤمنات الغافلات:
وأصل القذف: الرمي بالحجارة، وهو هنا رمي المرأة بالزنا أو ما كان في معناه، واستُعمل في هذا المعنى حتى غلب عليه يُقال: قذف يقذف قذفاً فهو قاذف، وأصل الإحصان: المنع، والمرأة تكون محصنه بالإسلام، والعفاف، والحرية، والتزويج يقال: أُحصنت المرأة فهي مُحْصَنَة ومُحْصِنَة، وكذلك الرجل المحصن.
وقد جاء الوعيد الشديد في القرآن الكريم في حق من يقذف نساء المؤمنين بالفاحشة والزنا قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ* يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ )النور : 23 ) .





ما يستفاد من الحديث :
1-             رأفة الرسول – صلى الله عليه وسلم – ورحمته بأمته حيث يدلهم على خير مايعلمه لهم , ويحذرهم شر مايعلمه لهم .
2-             وجوب اجتناب هذه الموبقات التي حذر منها رسول الله –صلى الله عليه وسلم- واجتناب غيرها من الكبائر التي دل عليها الكتاب والسنة .
3-             أعظم هذه الكبائر الشرك بالله فأنه الذنب الذي لايغفر .

أخيرا :

اللهم ارزقنا طاعتك، وجنِّبنا معصيتك، وأجرنا من الذنوب والمعاصي والكبائر إنك ولي ذلك والقادر عليه، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .

1 comment:

إلى الأعلى ↑
كن على تواصل واتصال معنا

المدونات

التسميات

محادثة

© 2013 بحوث في شرح أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم. تصميم من Bloggertheme9
قوالب بلوجر. تدعمه Blogger.