Tuesday 7 April 2015

شرح حديث ( إن الظلم ظلمات يوم القيامة )

الكاتب: Unknown   بتاريخ:  07:10   س تعليق واحد



بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين . أما بعد..

إن من أشد الأمور على النفس الشعور بالظلم , وتجرع الضيم , فيبقى المظلوم 

يعاني , و الظالم ينسى لكنه لا يٍٍٍَُِنسى فإن له موعداَ لابد أن يُجازى فيه على ظلمه و 

ينتصر الله على للمظلوم , لذا أخبر النبي صلى الله عليه و سلم عن سوء عاقبة 

الظلم في الحديث الآتي :

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:  ( إن الظلم ظلمات يوم القيامة ) متفق علية.

شرح الحديث :

*الظلم بمعناه العام يشمل كل تجاوز لحدود الله تعالى بالفعل أو الترك .

لنتأمل هذه القصة التي حدّث بها النبي صلى الله عليه وسلم، ففي الصحيحين من حديث ابن عمر وأبي هريرة رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"عُذبت امرأة في هرة حبستها حتى ماتت جوعاً، فدخلت فيها النار" قال: فقال والله أعلم: "لا أنتِ أطعمتِها ولا سقيتِها حين حبستيها، ولا أنتِ أرسلتِها، فأكلتْ من خشاش الأرض". الشاهد من هذه القصة ان الظلم شيء خطير جدا و يجب الابتعاد عنه فأن هذه المرأة دخلت النار بسبب هرة صغيرة ! و إن القارئ و السامع لهذا الحديث ليتساءل : إذا كان هذا الوعيد على من ظلم حيواناً فكيف سيكون الوعيد على من ظلم إنساناً و خاصة إذا كان أخاه المسلم؟!

وينقسم الظلم الى :

1-           ظلم الإنسان لربه :

وذلك بأن يكفر بالله تعالى , قال تعالى
 ﴿ وَالْكَافِرُونَ هُمْ الظَّالِمُونَ ﴾ 

ويكون بإنكار و جوده أو بالشرك في عبادته وذلك بصرف بعض عبادته لغيره

 سبحانه و تعالى , قال عز و جل : ﴿ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ 
 
2-           ظلم الإنسان لنفسه :

ويكون بإسرافه عليها بفعل الذنوب و المعاصي وترك أوامر الله تعالى فهو بذلك 


يظلمها لأنها مخلوقة لطاعة الله , قال تعالى :

﴿ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾ 
 
3-           ظلم الإنسان لغيره من عباد الله ومن مخلوقاته :

وذلك بأكل أموال الناس بالباطل ، وظلمهم بالضرب والشتم والتعدي والاستطالة 

على 

الضعفاء ، والظلم يقع غالباً بالضعيف الذي لا يقدر على الانتصار. ويقع في رأس 

الظلم سفك دم إنسان بريء ... بغير حق و ظلم الوالدين و غيره

___________

1-الظلم يشتمل على معصيتين: أخذُ مال الغير بغير حق، ومبارزةُ الرب بالمخالفة، والمعصية فيه أشد من غيرها؛ لأنه لا يقع غالباً إلا بالضعيف الذي لا يقدر على الانتصار، وإنما ينشأ الظلم عن ظلمة القلب؛ لأنه لو استنار بنور الهدى لاعتبر، فإذا سعى المتقون بنورهم الذي حصل لهم بسبب التقوى؛ اكتنفت ظلماتُ الظلم الظالمَ، حيث لا يغني عنه ظلمُه شيئاً".

2- أعظم الظلم الذي يقترفه العبد: ظلم نفسه بالشِّرْك، كما قال تعالى:"إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ" فإنَّ المشركَ جعل المخلوقَ في منزلةِ الخالق، فعبده وتألَّهه، فوضع الأشياءَ في غيرِ موضعها، وأكثر ما ذُكِرَ في القرآن مِنْ وعيد الظالمين إنَّما أُريد به المشركون، كما قال الله عز وجل: "وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ"، ثمَّ يليه المعاصي على اختلاف أجناسها من كبائرَ وصغائرَ.

3- يلي هذه المنزلة في الظلم: ظلمُ العبدِ لغيره، وهو المذكورُ في هذا الحديث، وقد قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم في خطبته في حجة الوداع: "إنَّ دماءكم وأموالَكُم وأعراضَكُم عليكُم حرامٌ، كحرمةِ يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا" 
ألا إن من أعظم ما يوعظ به الظالِمُ تذكيرُه بالله، وبعظيم قدرته عليه، ولهذا يؤثر عن معاوية رضي الله عنه أنه قال: أخوف ما أخاف من رجل لا يجد له ناصراً إلا الله.

4-قال دهقان لأسد بن عبد الله - وهو على خراسان، ومر به وهو يدهق في حبسه إن كنتَ تعطي لترحم، فارحم من تظلم، إن السموات تنفرج لدعوة المظلوم؛ فاحذر من ليس له ناصر إلا الله، ولا جنة له إلا الثقة بنزول التغير، ولا سلاح له إلا الابتهال إلى من لا يعجزه شيء، يا أسد! إن البغي يصرع أهلَه، والبغي مصرعه وخيم، فلا تغتر بإبطاء الغياث مِن ناصرٍ متى شاء أن يغيث أغاث، وقد أملى لقومٍ كي يزدادوا إثماً"

5- دخل رجلٌ على سليمان بن عبد الملك فقال: اذكر يا أمير المؤمنين يوم الأذان! فقال: وما يوم الأذان؟ قال: اليوم الذي قال الله تعالى فيه: "فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ" فبكى سليمان وأزال ظلامته.

6-
إن الظلم لا يكاد يسلم منه أحدٌ منا! فمنا المسترسل معه، ومنا المجاهد نفسه على تركه؛ ذلك أن الله تعالى وصف هذا الإنسان بأنه: ظلوم جهول، لكن السؤال:
ما هو الموقف الشرعي الذي يقفه المسلم من أخيه الظالم؟
لقد أجاب النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك بأبلغ كلام وأوجز عبارة فقال:
"انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً! فقال رجل: يا رسول الله! أنصره إذا كان مظلوماً، أفرأيت إذا كان ظالماً كيف أنصره؟ قال: تحجزه أو تمنعه من الظلم، فإن ذلك نصره"

"ومعناه: أنه إذا نهاه ووعظه فقد نصره على شيطانه ونفسه الأمارة بالسوء، حتى غلبه ذلك" .

وقد دل الحديث على تحريم الظلم كله قليله وكثيره , صغيره و كبيره , على المسلم و الكافر و القريب و البعيد و من أي أحد كان لأي أحد كما يحرم الظلم بطريق مباشر فكذلك يحرم الظلم بطريق غير مباشر مثل : أن يسلط على شخص من يؤذيه من خادم أو ولد أو صديق أو مرتزق , و أيضا الإعانة على الظلم بأي وجه من الوجوه ؛ فمن أعان ظالما  فهو مشارك له في الظلم و الواجب على المسلم في هذه الأحوال أن يمنع الظالم من ظلمه بما يستطيعه من قول أو فعل .

عن الراوي : 

عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي القرشي، يكنى بأبي عبد الرحمن، صحابي جليل وابن ثاني خلفاء المسلمين عمر بن الخطاب وراوي حديث وعالم من علماء الصحابة . لم يشهد بدرًا وأُحد لصغر سنِّه، وشارك في غزوة الخندق عندما سمح له النبي بذلك، وهو ابن خمسة عشر عامًا، وشارك في بيعة الرضوان. كان فقيهًا كريمًا حسن المعشر طيِّب القلب، لا يأكل إلا وعلى مائدته يتيم يشاركه الطعام.

ولد قبل البعثة بعام وأبوه لم يسلم بعد، وما ان أصبح يافعا كان والده عمر بن الخطاب قد أسلم، فأخذ ينهل من الإسلام عن الرسول محمد مباشرة، حيث كان يتبعه كظله

وكان أشبه ولد عمر بعمر. وأسلم عبد الله بن عمر بمكة مع أبيه، ولم يكن بلغ يومئذ، وكانت هجرته قبل هجرة أبيه.

كان عبد الله بن عمر (أبو عبد الرحمن) حريصا كل الحرص على أن يفعل ما كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يفعله، فيصلي في ذات المكان، ويدعو قائما كالرسول الكريم، بل يذكر أدق التفاصيل ففي مكة دارت ناقة الرسول -صلى الله عليه وسلم- دورتين قبل أن ينزل الرسول من على ظهرها ويصلي ركعتين، وقد تكون الناقة فعلت ذلك بدون سبب لكن عبد الله لا يكاد يبلغ نفس المكان في مكة حتى يدور بناقته ثم ينيخها ثم يصلي لله ركعتين تماما كما رأى الرسول -صلى الله عليه وسلم- يفعل، وتقول في ذلك أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها -: { ما كان أحد يتبع آثار النبي -صلى الله عليه وسلم- في منازله كما كان يتبعه ابن عمر } حتى أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- نزل تحت شجرة، فكان ابن عمر يتعاهد تلك الشجرة فيصبُّ في أصلها الماء لكيلا تيبس .

ومن شدة ورعه أن دعاه يومًا الخليفة عثمان بن عفان وطلب منه أن يشغل منصب القضاء فاعتذر، وألحَّ عليه عثمان فثابر على اعتذاره، وسأله عثمان : "أتعصيني؟" فأجاب ابن عمر : "كلا، ولكن بلغني أن القضاة ثلاثة: قاضٍ يقضي بجهل فهو في النار، وقاضٍ يقضي بهوى فهو في النار، وقاضٍ يجتهد ويصيب؛ فهو كفاف لا وزر ولا أجر، وإني لسائلك بالله أن تعفيني". وأعفاه عثمان بعد أن أخذ عليه عهدًا ألاَّ يخبر أحدًا؛ لأنه خشي إذا عرف الأتقياء الصالحون أن يتبعوه وينهجوا نهجه.

وكان ابن عمر رجلاً آدم جسيماً ضخماَ، يقول ابن عمر: < إنّما جاءتنا الأدْمة من قبل أخوالي، والخال أنزعُ شيء، وجاءني البُضع من أخوالي، فهاتان الخصلتان لم تكونا في أبي رحمه الله، كان أبي أبيض، لا يتزوّج النساء شهوةً إلا لطلب الولد >

توفى بمكة وعمره أربعة وثمانون وقيل سبعة وثمانون سنة ودفن بفخ في مقبرة المهاجرين نحو ذي طوى وقيل بالمحصب وقيل بسرف وهو آخر من مات من الصحابة بمكة مات سنة 73هـ وقيل 74هـ

اعداد : 

-باسل الغامدي
- عبد الرحمن ال مسعود

1 comment:

  1. مقال رائع جداً عن الحياة الزوجية السعيدة💞
    لا يفوتكم .. ⬇⬇

    https://noslih.com/article/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D8%A7%D8%AF%D8%A9+%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%88%D8%AC%D9%8A%D8%A9

    ReplyDelete

إلى الأعلى ↑
كن على تواصل واتصال معنا

المدونات

التسميات

محادثة

© 2013 بحوث في شرح أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم. تصميم من Bloggertheme9
قوالب بلوجر. تدعمه Blogger.